عمل كاريكاتير للفنان فهد البهادي
رأي | بقلم الزميل د. منذر أبو مروان اسبر , عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية
مقال
١٦ أيار ٢٠٢٤
التشديد على خروج كافة القوى الاجنبية بلااستثناء ايرانية وامريكية وروسية وتركية ، خروج يترافق مع الحل السلمي أن لم يسبقه، أصبح ضرورة ماسة اليوم .
فهذه القوى مازالت تطرح ذريعة على منوال اكذوبة أمريكا في اجتياح العراق ، الا وهي أنها موجودة لمكافحة الارهاب ....
حتى الحرب العالمية الأولى استمرت خمس سنوات بينما الحرب العالمية الثانية شملت سبع سنوات فيما مازالت الحرب في سورية لاكثر من اثنتي عشر عاما بما يبين أن القوى المتصارعة تريد البقاء حتى يتم إعادة ترتيب أوضاع الشرق الأوسط التي كانت قدبدأته أمريكا في العراق عام ٢٠٠٣ .
وعلى عكس الحربين السابقتين اللتين شهدتا دولا تحارب دولا أخرى تقاسما على العالم فإن الدول الاجنبية في سورية لاتحارب بعضها بعضا مباشرة وإلا لانتهى الامر بعد هذه الفترة المديدة لصالح بعضها ضد البعض الاخر ، لماذا ؟
لان القوى الاجنبية المتنازعة في سورية تتصارع عن طريق اطراف سورية نظاما ومعارضة بوجه اساسي .
والمفارقة في ذلك أن الأطراف السورية تعتقد انها تستخدم القوى الاجنبية لصالحها وكأن هذه القوى ليست دولا ولا تقوم عقيدة دول منظمة الامم المتحدة على خدمة مصالحها أولا واخيرا .
والواقع أن الأطراف السورية أصبحت ملكية اكثر من الملك خدمة لهذه القوى :
_ النظام مع ايران وروسيا
_ الجيش الحر والحكومة المؤقتة مع تركيا
_ قسد وبعض العشائر مع أمريكا
_ النصرة مع تركيا وأمريكا.
بعبارة ثانية فإن هذه القوى قد حولت سورية الى ساحة لفض حساباتها الاقليمية والدولية في الوقت الذي تمكنت فيه من تحويل اطراف الخلاف والصراع السورية إلى جنود في خدمتها بما في ذلك استخدامها كمرتزقة في حروب خارج البلاد أو تقاسم مناطق البلاد أو نهب ثرواتها أو السيطرة على المواقع الاستراتيجية السورية .
نعم علينا ان نرى الأمور باسبابها اولا ولكن الأمور هي أيضا بما آلت إليه .
والمفارقة التي تنتج غيرها هي أن اية مجموعة أو حزب أو مثقفين أو مواطنين يعملون على "توطين" القضية السورية أو "تعريب " اياها ، يتم توجيه البنادق الفاشلة اليهم وكان سورية وحدة أرض وشعب وسيادة ليست حقاً وطنياً فوق كل اعتبار وان هناك فرصة تاريخية للتأكيد عليه وتحقيقه.