مرة أخرى ينطلق مهرجان جديد للترشح لعضوية مجلس الشعب في سورية ، مهرجان التنافس المسرحي عبر اللافتات والصور الكثيرة للمرشحين في كل زاوية ومكان، والبذخ الكبير في الدعاية الانتخابية المعروف نتائجها والفائزين فيها سلفاً لدى أصحاب القرار في السلطة.

مع كل هذا البذخ الانتخابي المهول، وفي غياب للبرامج السياسية والمطلبية، وفي ظل أزمة اقتصادية يعانيها بلدنا تصاعدت منذ أكثر من عقد، انعكست ولا زالت على الأوضاع المعيشية لشعبنا بشكل مأساوي وخطير، بالإضافة إلى إدارة الظهر لكل المتغيرات في السياسة الدولية والأخطار المحدقة بنا من كل حدب وصوب، والانهيار الكبير في البنى السياسية والاجتماعية والثقافية والتدمير الحاصل للبنى التحتية والخدمية وفقدان الأمان للمواطن السوري في حاضره ومستقبله، تجري انتخابات النظام النيابية.

إننا في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سورية وقفنا دائماً ضد هذا النوع من الانتخابات المصطنعة، وقاطعنا تلك الانتخابات ، ونعلن اليوم مقاطعتنا لها، وكنّا نأمل أن تكون هذه الانتخابات قد عقدت بعد الدّخول الجدي بالحل السياسي التفاوضي الذي يكفل انتقال سياسي سلمي وٱمن عبر القرارات الدولية وفي مقدمتها القرار ٢٢٥٤، من أجل إنجاز التغيير الوطني الديمقراطي الذي يتأسس على هيئة الحكم الانتقالية، ودستور عصري جديد، وانتخابات نيابية ورئاسية وفق بيئة ٱمنة ومحايدة ، تقود إلى انتخابات حرة ونزيهة، والى تنافس ديمقراطي حقيقي بين جميع القوى السياسية وشرائح المجتمع عبر ممثلين حقيقيين للشعب السوري، كبداية لا بد منها لتأسيس الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة المتساوية على كامل التراب الوطني السوري.

صادر عن المكتب الاعلامي