النضال الفلسطيني والموقف الدولي
تصريح اعلامي
٢٢ أيار ٢٠٢٤
الثبات والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة للكيان الصهيوني الذي توج بعملية (طوفان الأقصى) واستمرارها وثباتها لما يقارب ثمانية أشهر متواصلة ، قد أحدث خللاً واختلالاً كبيراً في قواعد السياسة الإسرائيلية ومخططاتها وفي السياسات الإقليمية والدولية، وأحدث شرخاً عميقاً وانقساماً حاداً داخل الكيان الإسرائيلي، سيكون له تبعاته على مصير الكيان الصهيوني وعلى قدرة هذا الكيان على التحكم بسياسات الدول وشعوبها استناداً إلى المزاعم التوراتية، أو اعتماداً على تمثيل دور الضحية ونعت من يقف بوجه المخططات الصهيونية بمعاداة السامية ، مع انكشاف الكيان الصهيوني و زيف إدعائه بأنه الواحة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة التي تصون حقوق الإنسان، لتأتي عملية "طوفان الأقصى" والرد الهمجي العنصري الصهيوني المنفلت ضد كل المعايير والقواعد الدولية، وفي إمعانه بعمليات القتل والتدمير والتهجير الّا إنساني، والتصفيات الجماعية الممنهجة لإبادة الشعب الفلسطيني، لتشكل الصحوة لشعوب العالم وتفرض على ساستها التحول في سياساتها، والوقوف إلى جانب حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي طالبت فيها ١٤٣ دولة بدعوة مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.
ويأتي القرار التاريخي لدول كل من إسبانيا وايرلندا والنرويج بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وحث الدول الأوربية على السير معها بهذا الاعتراف، وربط ديباجة قرارها بأن الكيان الصهيوني احتلال غير شرعي للأراضي الفلسطينية، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ القرار الفوري بوقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية، هذه الخطوة التاريخية الكبرى لدول اسبانيا وايرلندا والنرويج سبقها أيضاً موقف تاريخي للمدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بمطالبته بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ووزير الدفاع غالانت لارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
هذا التحول تجاه القضية الفلسطينية وما يمكن أن تشكله اعترافات الدول الأوروبية الثلاث وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرار المدعي العام للجنائية الدولية وغيرها من انعطافات حادة وعميقة، تزلزل الكيان الصهيوني وتشكل ضغطاً متزايداً على الدول الداعمة لإسرائيل وعلى رأسها الوليات المتحدة الأمريكية .
إننا في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سورية إذا كنا قد وقفنا دائماً ولا زلنا نقف مع نضال الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه وحقه في تقرير مصيره وفي إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، فإننا نثمن عالياً مواقف الدول الأوروبية الثلاث (إسبانيا ، ايرلندا، النرويج) بإعلانها الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، ونقف مع مطالبة المدعي العام للجنائية الدولية في مطالبته بإصدار مذكرات اعتقال بحق مجرمي الحرب الإسرائيليين، وفي سياق ذلك نطالب الدول الأوربية الأخرى بالانضمام للدول الأوروبية الثلث للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وفي هذا السياق لبد من أن نحيي صمود شعبنا الفلسطيني وثباته في الدفاع عن أرضه وحقه في انتزاع العتراف بدولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف..
التحية كل التحية للشعب الفلسطيني البطل، والشفاء العاجل للجرحى والرحمة للشهداء على الأرض الفلسطينية الطاهرة.