المرصد السوري: في ظل عدم الاستقرار وتعنت النظام .. هل انتعش “التنظيم” من جديد
تصاريح ادلى بهما الزميلين محمد علي صايغ و الزميل تشأت طعيمة للمرصد السوري حول عودة تنظيم الدولة.
المرصد
١١ آب ٢٠٢٤
حذرت الأمم المتحدة من عودة تنظيم «الدولة الإسلامية» من جديد بعد الهجمات الأخيرة التي شنها التنظيم في البادية السورية.
ويذكر أن «التنظيم» لا ينشط فقط في سوريا بل في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، وهناك تهديدات خطيرة له في آسيا وأوروبا في فرنسا والولايات المتحدة.
وفق احصائيات المرصد السوري لحقوق الانسان، بلغت حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية، منذ بداية السنة الحالية 478 قتيلاً.
وطالما نبه المرصد السوري من خطورة عودة «لتنظيم» بعد سنوات من هزيمة مروعة له، محذراً من لملمة صفوف والعودة.
وقال محمد علي الصايغ ، عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية وعضو اللجنة الدستورية، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “التنظيم” وكافة التنظيمات الإرهابية التي ظهرت فجأة وبزمن قياسي في سوريا والعراق خاصةً ، لم تصنع قوتها أو تتجمع بشكل عشوائي، بل هي تنظيمات تمت صناعتها وتدريبها وتمويلها من جهات خارجية لتنفيذ أجندات هذه الجهات، وهذا لا ينفي أنها استثمرت حالة الحرب في سوريا، كما لا ينفي استغلالها للمظلوميات الاجتماعية للأنظمة الاستبدادية واستغلال حاجة الناس للحصول على لقمة العيش وعملها من خلال الترهيب والترغيب سواءً بالإغراءات المادية أو باستغلال البسطاء من أن هذا «التنظيم» يعمل على تنفيذ الشريعة الإسلامية والحكم الإسلامي في البلاد ، وذلك لتوسيع قاعدته القتالية والشعبية في قاع المجتمع..
ولفت إلى أن هذه الدول الغربية والإقليمية وعلى رأسها أمريكا النافذة بالملف السوري الصانعة لهذه التنظيمات ( وهناك تصريحات من مسؤولين أمريكيين بالدور الأمريكي في صناعة ظاهرة «التنظيم»، وتسريبات من دول إقليمية، وتسهيلات حدودية من تلك الدول لدخولهم وتمويلهم مادياً وعسكرياً ) هي ذاتها من شكلت تحالفاً دولياً من أجل وضع يدها ونفوذها على الأرض السورية تحت شعار محاربة «التنظيم» والقضاء عليه، وفقا لرأيه.
واعتبر الصايغ أن تحذير المبعوث الدولي غير بيدرسون الأخير، ينطلق من رصده لتحركات “التنظيم” الجديدة في البادية وبعض مناطق الشمال السوري لا أكثر، لكنه لا يدخل في عمق هذه الظاهرة، ولا يقول إن ظهورها أو اختفاء تحركاتها مرتبط بتعقيدات المشهد السوري، ومرتبط على الأخص بتنازع القوى الدولية والإقليمية على مناطق النفوذ، وأيضاً في استثمار أمريكا للتنظيم للبقاء على سيطرتها في الشمال الشرقي من سوريا، وفي الضغط على روسيا وتهديد مصالحها في البلد على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، وتهديد النفوذ الإيراني على خلفية الملف النووي الإيراني وتقييد الوجود الإيراني وفق الرغبات الإسرائيلية أو ما تقوله إسرائيل عن أمنها القومي.
وأضاف "هجمات «التنظيم» يمكن أن تتضاعف بوتيرة عالية وفق تصاعد تشابك المصالح للدول النافذة ، كما أن عدم الاستقرار في سورية ، والتدهور الاقتصادي وتدني المستوى المعيشي بشكل غير مسبوق، وازدياد الفوضى نتيجة استمرار الاحتراب الداخلي بين مناطق النظام و سلطات الأمر الواقع، وعدم وجود أفق لحل سياسي في سورية، كل هذه العوامل وغيرها تساعد وتدفع على تشكيل بيئة مناسبة للإرهاب ومولداته، ومناخ ترتكز إليه هذه التنظيمات لمعاودة نشاطها وهجماتها بوتائر متصاعدة".
ويعتقد أن اختفاء «التنظيم» أو الانتهاء منه نهائياً ، لا يتم بمجرد الإعلان الأمريكي عن الانتصار عليه وإنما عبر التوافق الدولي بالمضي الفعلي بتنفيذ القرارات الدولية وعلى رأسها القرار 2254 تمهيداً لخروج كافة القوات والمليشيات الأجنبية من سورية، والانتقال إلى نظام ديمقراطي تداولي جديد، وإلا فإن ظاهرة «التنظيم» (وغيرها من الظواهر الموجودة على الأرض السورية ) ستبقى مادامت مصالح مُشَغِليها تقتضي ذلك، وفق قوله.
ومن جانبه اعتبر نشأت الطعمية، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «التنظيم» تلقى خلال السنوات الماضية ضربات قاسية أنتهى بموجبها كتنظيم جهادي- سلفي أو كمشروع دولة في المنطقة، ولاتزال توجد في المنطقة (بادية الشام، العراق) خلايا بقايا من «التنظيم» تقوم بعمليات انتقامية أو عمليات بتحريك من دول أو تنظيمات تخدم اجنداتها في الصراع على سوريا أو في سوريا.
وواصل "لم يعد يوجد في سوريا ولا في العراق بيئة اجتماعية ولا دوافع سياسية تسمح أو تساعد على ظهور تنظيمات جهادية- سلفية – سنية في المنطقة كما حدث في العقد الماضي والأسباب عديدة رغم تعقيدات المشهد السياسي ، الاجتماعي – الاقتصادي فيها".
وقال الطعمية إن الميسر العام الدولي غير بيدرسون حاول توظيف خطورة عمليات «التنظيم» المحدود في إحاطته الأخيرة في مجلس الأمن من أجل تحريك المجتمع الدولي للملف السوري المؤجل.