رأي | بقلم نور الواكي، ناشط سياسي و عضو قيادة فرع المهجر في هيئة التنسيق الوطنية، وعضو قي حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي.
فلسطين
٢٩ نيسان ٢٠٢٤
الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية في كولومبيا وهارفرد وعشرات الجامعات الأخرى هو أحد أهم المتغيرات التي ستنعكس ايجاباً على نضال الشعب الفلسطيني ، في المدى المنظور !
فلم تستطع الصهيونية ايقافه ولم تسطع عليه صبرا ، واندفعت لمهاجمته وتوجيه الشرطة الأمريكية للقضاء عليه، لكن لم يجدي ذلك نفعاً بل أدى لنتائج عكسية لما تريده الصهيونية ، فقد انتشر التضامن الطلابي كالنار في الهشيم في الجامعات الأمريكية !
تأتي أهمية هذا الحراك من كونه حراك طلابي، أكاديمي يضم طلبة وهيئة تدريسية، و هو حراك منظم و منظبط ومترابط و واعي، مسلح بالنظرية والسردية العلمية الموثقة، ويواجه السردية الصهيونية المضللة والكاذبة، التي انتعشت في السنوات الأخيرة ، ويحمل مطالب جادة ومحددة وقابلة للتطبيق بقطع العلاقات مع الجيش الاسرائيلي، والمؤسسات العلمية الإسرائيلية، ورفض التمويل، وسحب الاستثمارات من الشركات الإسرائيلية، إضافة إلى مطالب سياسية بايقاف المذبحة المرتكبة بحق غزة ، وسياسة العقاب الجماعي ، وإنهاء نظام الفصل العنصري، وايقاف التمويل الأمريكي للحرب على غزة !
لقد نقل الحراك الجامعي الطلابي الصراع مع الصهيونية من شوارع المدن وساحاتها، إلى شوارع الكليات والجامعات، ومن مسارح الحياة العامة الشعبية إلى مسارح أكاديمية أكثر فاعلية، ومن مسارات ذات إنتاجية بطيئة، كالتي تحدثها التظاهرات الشعبية التي ليس لديها حامل سياسي يعبر ويحمل مطالبها، إلى مسارات منظمة، منخرطة في السياسة ، والمنظمات المدنية والحقوقية والفعاليات المجتمعية، والشركات الكبرى، بمعنى آخر انتقلت من الحيز العام إلى الحيز الخاص، والانتقال لا يعني انتهاء فعالية ودور التظاهرات الشعبية ، بل هو دور أساسي ومحوري في احتضان الحركات الأكاديمية .
❞
نحن أمام مرحلة هامة وجديرة بالمراقبة والمتابعة والدعم، والانخراط بها وبفعالياتها لا يقل أهمية عن نضال الفلسطيني في القدس وغزة وحيفا، فهي أهم قضية حقوقية إنسانية وتحرر وطني في العالم .
لم تعد تهمة معادات السامية التي توجه إلى كل من ينتقد اسرائيل ذات مصداقية أو فعالية، لقد استنفذت هذه التهمة كل فرص استخدامها، و أصبحت مضحكة ومثار للسخرية ( وتشابه إلى حد بعيد تهمة اضعاف الروح القومية في بلادنا) حيث أصبحت المسألة الأساسية هي حرية التعبير، مما دفع بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي لاستجواب رؤساء الجامعات حول قضايا سياسية يدرك تماما صناع القرار في أروقته أنها معركة خاسرة، لكن الصهيونية لن تتورع عن استخدام كل أدواتها للحد من الموجة القادمة ومحاولة تأخيرها، الموجة التي ستعلن الأيدولوجيا الصهيونية على أنها أيديولجية عنصرية استعمارية متطرفة، مكانها في المحاكم الدولية وخلف قضبان العدالة.
نحن أمام مرحلة هامة وجديرة بالمراقبة والمتابعة والدعم ، والانخراط بها وبفعالياتها لا يقل أهمية عن نضال الفلسطيني في القدس وغزة وحيفا، فهي أهم قضية حقوقية إنسانية وتحرر وطني في العالم.
نتنياهو وفريقه الصهيوني العالمي غاضبون جدا بالإضافة للإدارة الأمريكية، و على رأسها الرئيس الأمريكي بايدن الذي اعتبر نفسه يوما ما صهيونيا! لكن لسان حال الطلبة المعتصمون يقولون " اذهب و بلط البحر "
لا نريد من عرض ذلك القول أن اسرائيل تخسر وحسب ، بل لنؤكد على أن حبات السبحة قد فرطت حباتها أمام الثبات الفلسطيني والمد العالمي المناصر للقضية الفلسطينية !
فلا يكاد نتنياهو يستطيع النوم حتى يصحوا على مقاومة متجددة شعبية عنيفة في فلسطين ،وعزلة دوليه متنامية، ومحاكم دولية تلاحق كيانه، ودول أعلنت مواقفها القاطعة تجاه هذا الكيان ، ومحاكم في دول أوربية تترصده وفريقه الحاكم، وخلافات داخلية انتهازية، وحلفاء محرجون من دعمه، إضافة إلى التكلفة الاقتصادية العالية لبقاءه.
لقد نجح الشعب الفلسطيني في وضع العجلة الصهيونية على السكة الشعبية القانونية الأكاديمية، وآن الأوان لهذه العجلة أن تدور وتدور !