ايدلوجية الغرب والتحول إلى وكيل محلي ناسخ لها
مقال | بقلم الزميل د. منذر أبو مروان اسبر ، عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية.
مقال
٢٧ حزيران ٢٠٢٤
الأيديولوجية الغربية في حقوق الإنسان والقانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها قائمة على انتهاكها في معظم بلدان الجنوب واستخدامها للحيلولة دون حصول معظم شعوبه على حقوقها واقتصادياتها ومواقعها الاستراتيجية.
ولهذا وضعت القوى المسيطرة الغربية هذه الأيديولوجيا لتحل محل شعوب الجنوب فيما تراه وتقرره، لماذا؟
لأن كل عقيدة وفلسفة الغرب قائمة على التفوق الغربي وسيادته في وجه شعوب أخرى "متخلفة" لاتستطيع حكم نفسها بنفسها ولهذا فإن عقيدة التفوق والسيادة على العالم يجب أن تحل محل قرارات هذه الشعوب نظماً وعدالة وقوانين ومحاكم.
ومايعزز ذلك أن معظم النخب العربية ترى احالة قضايا بلدانها إلى محاكم الغرب الذي يرفض قرارات محكمة العدل الدولية والذي يريد ملاحقة أعضاء محكمة الجنايات التي تريد تطبيق قراراتها على جناة الغرب نفسه أو على حلفائه.
من دعم الأنظمة الديكتاتورية السوداء وبرر استمرارها ضد شعوبها سوى الغرب طالما أن الغرب هو الحاكم الفعلي وراء هذه الأنظمة ، ونكرر طالما أن الغرب هو الحاكم الفعلي وراء هذه الأنظمة.
بهذا يقع على الشعوب محاكمة جناتها في سورية وفي أي بلد عربي، لأن محاكمتهم من قبل غيرها لايفعل سوى تأكيد الوصاية الغربية على هذه الشعوب والتحكم بمصيرها اليوم وفي المستقبل.
المفعول الأيديولوجي للغرب مازال قائما بالنسبة للعديد من المجموعات السياسية والثقافية الشرق أوسطية بتوظيف ايديولوجبة مشتقة عن الأيديولوجية الغربية مع اتاتورك وهي "اللحاق بالغرب" نظاماً وثقافةً واقتصاداً، بعبارة أخرى أيديولوجية "اتباع الغرب" والاقرار بوصايته على الإنسانية.
لهذا نجد عودة سلطان الأيديولوجية الغربية وابنتها أيديولوجية اللحاق بالغرب لدى العديد من النخب السياسية والثقافية السورية والعربية التي لا تفعل سوى وضع نفسها تحت سلطان أيديولوجية غربية تنتهكها قيادات الغرب نفسها في علاقتها مع بلدان الجنوب وأن تتحول الى وكيلة ايديولوجية محلية للغرب تضليلاً لشعوبها حول تحررها الذاتي وتحقيق وحدة بلدانها أرضاً ومجتمعاً وعدالةً وحريةً.