مقال | من باريس، بقلم الزميل د. منذر أبو مروان اسبر ، عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية.
مقال
١٠ حزيران ٢٠٢٤
تم إجراء الانتخابات الاوروبية في فرنسا وأعلنت النتائج هذا المساء عن نجاح حزب اليمين المتطرف بحوالي ٣٠٪ من الأصوات للتجمع القومي الشوفيني ( لوبين ) يليه بالترتيب:
- حزب الرئيس ماكرون
- الحزب الاشتراكي
- حزب فرنسا الأبية (ميلانشون)
- الحزب الجمهوري....
ولكن إذا جمعنا كل اصوات أحزاب اليمين المتطرف الشوفيني فإنها تصل إلى ٤٠٪ من الأصوات.
هذا التصويت اليميني الشوفيني يتم ضد الاتحاد الأوروبي وضد المهاجرين المسلمين وضد الاعتراف بدولة فلسطينية.
أوروبا تعرف مثل أمريكا موجة من اليمين المتطرف المعادي لقضايا الشعوب التحررية.
وخطأ اليسار انه لم يدخل الانتخابات موحدا مع القوى الشعبية الأمر الذي يفسر تراجعه.
ومن هذا المنطلق قرر الرئيس الفرنسي المعادي لليمين المتطرف والداعية الدائم إلى الوحدة الأوروبية أمام هذه النتائج حل البرلمان الفرنسي والدعوة إلى انتخابات تشريعية جديدة ، لكي يتيح للشعب الفرنسي في انتخابات تشريعية خلال أسابيع أن يحسم توجهات فرنسا الخارجية وتوجهاتها الداخلية ، خاصة وانه لا يوجد غالبية للحكم نيابية تؤمن الاستقرار السياسي.
ولكن ما هي الأسباب التي دعت ماكرون إلى إجراء انتخابات تشريعية في 30 حزيران؟
١- عدم وجود أغلبية برلمانية للحكم.
٢- فشل حزبه في الانتخابات الأوروبية في الوقت الذي يطرح نفسه زعيما لفدرالية أوروبية وإلى دفاع عسكري موحد وعملة أوروبية واحدة.
٣- عدم كفاءة من يعتمد عليهم في الحكم وتحولهم إلى عقبة في تسيير أموره.
٤- اعتقاده أن الشعب الفرنسي لن يكون في الانتخابات القادمة التشريعية مع اليمين المتطرف ضد الوحدة الأوروبية والدفاع العسكري الأوروبي والعملة الأوروبية.
ولكن ماكرون بل وجميع القيادات الأوروبية الوسطية واليمينية المعتدلة تكتشف :
- أن النزعة القومية مازالت متجذرة في كافة البلدان الأوروبية يحركها اليمين الشعبوي المتطرف.
- أن قيادات الاتحاد الأوروبي في توغلها الليبرالي أبدت للشعوب الأوروبية أن هذا الاتحاد يخدم مصالح الرأسمالية الأوروبية والعالمية على حسابها.
- أن قوى اليمين المعتدل واليمين المتطرف كانت تتواطأ فيما بينها ضد قوى اليسار الشعبي والاجتماعي.
أخيرا فإن أمريكا ليست بعيدة عن موجة اليمين المتطرف في فرنسا وأوروبا لأنها:
أ- ليست مع الوحدة الأوروبية
ب- ليست مع دفاع أوروبا عن نفسها
ج- ضد زعامة فرنسا على أوروبا
بهذا شجعت ودعمت أمريكا مع الليبرالية المحافظة الأمريكية الجديدة قوى اليمين المتطرف في أوروبا التي تستطيع وحدها تفكيك المشروع الأوروبي واليورو الأوروبي ودون منافس للزعامة الأمريكية على أوروبا بواسطة :
- شركاتها المتعددة الجنسيات
- قيادتها للحلف الأطلسي وتوسيعه
- هيمنة الدولار في التجارة الدولية.
- إخضاع مؤسسات وقرارات القانون الدولي ومحكمة العدل الدولية لما تريده أو تعطيلها.